زواج عن حب
زواج عن حب
أحبته حبا شديدا لدرجة أنها لم ترى غيره، فمنذ أن أحبتها تمثلت كل رجال الأرض بالنسبة إليها به، في البداية كانت بكل يوم تذهب لعملها ولا تبالي بأحد، وبعملها تجتهد وتترقى بالمناصب بوقت قياسي لكثرة تفانيها بالعمل وإصرارها على الإنجاز به.
لاحظت وجوده أمام عملها أكثر من مرة، وبأول مرة سألها عن مكان ما فأدلته، وباليوم الثاني على التوالي سألها عن مكان آخر فأدلته، أما باليوم الثالث فسألها عن الساعة فأجابته إجابة قاسية مفعمة بالفطنة والذكاء، لقد أجابته قائلة: “الساعة الآن الثامنة، ولا أدري ما السؤال التالي ليوم غد، فسألني
إياه الآن أو أجبني على سؤالي وارحم نفسك من الانتظار بكل يوم”.
فسألها أن تسأله سؤالها وألا تدع شيئا في نفسها تجاهه.
فسألته قائلة: “لماذا تنتظرني كل يوم بنفس الموعد، ولا تخبرني أنها صدفة”.
فأجابها قائلا: “ليست بصدفة، إنني أشاهدكِ من بعيد لبعيد من ثلاثة شهور مضت، ولم أستطع الحديث معكِ إلا منذ ثلاثة أيام مضت، وبالكاد استجمعت شجاعتي لأسألكِ مثل هذه الأسئلة الغبية، ولكن سؤالي الحقيقي لكِ ما هو رقم هاتفكِ؟!”
تركته الفتاة بعدما امتعضت من طلبه، ولم تبدي أية ردود أفعال.
وبمجرد انتهائها من العمل كان الشاب بالمنزل عند والديها يطلب يدها رسميا منهما، كان الشاب مهندسا ولديه شركته الخاصة ولديه مهندسين أيضا يعملون عنده، لقد كان من عائلة ميسورة الحال لأبعد الحدود، علاوة على سمعتهم وأصلهم الطيب حال الفتاة أيضا؛ وعندما عادت للمنزل وجدته أمامها استرهبت الفتاة الوضع، اقتربت وألقت التحية كنت والدة الشاب ووالده جالسين أيضا.
شعرت والدتها بحالها، فأخذت بيدها وأخبرتها بكل المعلومات عنه، وافقت على الزواج به وعلى حياة مليئة بالتحديات سويا ومفعمة بالسعادة الممزوجة بالحب.