الخميس 26 ديسمبر 2024

اليتيمه

موقع أيام نيوز

اليتيمة 
أن تجد نفسك يتيم الأبوين، لهذا أمر بشع وعسير على النفس، وقتها ستجد نفسك تعيش بلا أهل، مهما كانت درجة قرابة من تعيش برفقتهم، وليس لديهم سواك أيضًا، وهذا هو ما شعرت به سارة، الطفلة المراهقة صاحبة الخمسة عشر عامًا، والتي كانت تعيش برفقة عمتها وزوجها الضخم معاقر الخمور

كانت سارة تعود من مدرستها كل يوم، وتستلق قليلًا لتجد أن الساعة قد صارت بالخامسة قبيل المغرب وكالعادة تظل عمتها تتهمها بالكسل، وتطلب منها القيام بالأعباء المنزلية، من غسيل للصحون والملابس وتنظيف الغرف بينما تظل هي أمام المرآة تمشط شعرها، وتتغزل بجس#دها وجمالها، فهي لم ترزق بأطفال يغيرون من هيأتها، وكانت تستغل ابنة أخيها الراحل في أعمال المنزل، وكأنه قد ترك لها خادمة

عقب أن انتهت سارة من مهامها المعتادة، ذهبت لغرفتها وجلست تقرأ قليلًا، فإذا بجرس الباب يدق، والآن قد حضر زوج عمتها القميء، هذا الرجل السيئ الذي لا يكف عن مغازلة سارة، بكل ما أوتي من جبروت وتبجح، فنهضت سارة مسرعة تغلق على نفسها باب الغرفة، ولكن للأسف لم تجد المفتاح

ظلت تراقب ما يحدث من خلف بابها، فإذا بزوج عمتها السكير، قد أتى وهو يترنح، فبادرته زوجته بالكثير من السباب كالمعتاد، وبدأ صوتهما يرتفع، وظلت سارة تراقب ما يحدث، حتى قام زوج عمتها بك#سر زجاجة نبيذ، ثم لم يدر سوى والدم#اء تتطاير على قميصه وفي المكان كله، ثم التفت مثل الوحش يتطلع إلى باب غرفة سارة، التي امتقع وجهها وحاولت أن تصرخ مستنجدة بالجيران، ولكن من سينقذها من هذا الوحش

اتجه الرجل نحو غرفة سارة، وهو يزمجر ويمن#ي نفسه بها قبل أن يصل إليها، وبالفعل اقتحم الغرفة كالوحش الكاسر، واعتد#ى على المسكنة وهي تقاومه بكل قوتها، حتى قت#لها هي الأخرى بعد أن فرغ منها ولكن مهلًا، كانت سارة ترى جس#دها ممددًا داخل الغرفة، وكأنها تشاهد نفسها من الأعلى، هل تحولت إلى شبح ؟ يبدو هذا فها هي ترى هذا الوحش، يجرجر جث#تها هي وعمتها، ويش#عل فيهما النيران، ويضحك كالمجنون، أي شخص هذا ؟لم تمض سوى بضعة ساعات، كان الرجل قد أحرق الجثت#ين، ثم قام بلفهما داخل سجادة قديمة، وجرهما على درج المنزل ووضعهما داخل السيارة، شعرت سارة وتأكدت أنها بالفعل قد صارت شبحًا، فقررت أن تنتقم، فإذا كانت يتيمة وتعاني وهي على قيد الحياة، أن ليس هناك من يدافع عنها فبالتأكيد أنها الآن تستطيع الدفاع عن نفسها

بعد أن صارت شبحًا متمردًا، وبالفعل عندما انطلق بالسيارة نحو الصحراء، بدأت سارة تتلاعب بمحرك السيارة وفراملها، وبالطبع مع سرعته الجنونية والخمر كانت لا تزال تلعب برأسه، اصطدم الرجل بشاحنة تحمل مواد قابلة للاشتعال، وانفجرت السيارة، وتناثرت أش#لاء الرجل، بعدما فعل فعلته وق#تل سارة وعمتها بكل قسوة

دون أن يطرف له رمشًا، وشعرت سارة بالارتياح بعد أن انتق#مت ل#شرفها وحصلت ولو على جزء بسيط من حقها المهدر، والذي تسببت عمتها بهدره أيضًا، وهاهي الآن تكتب مذكراتها وتضعها أمام منزل أحد أشهر الصحفيين، حتى يعلم الجميع ما حدث معها ولا تندثر قصتها، وتظل طي الكتمان دون أن يعلم أحدهم، ما عانته المسكينة تلك في حياتها