احمر الشفاه
انت في الصفحة 1 من صفحتين
ثلاثية أحمر الشفاه
بعض ما نفعله بالماضي، قد يظل يطاردنا طوال حياتنا، ولا ندري أنه قد التصق بنا، كل هذا القدر، ولعل ما فعله جمال بالماضي، أمر لا يُغتفر قط، جمال رجل ثلاثيني أب وزوج، له مركز اجتماعي جيد على أية حال، وله من الأبناء ثلاثة في أعمار مختلفة، كان جمال شخصًا مغترًا بنفسه، ويشعر بشكل دائم أنه يستحق، ما هو أفضل مما لديه، ولعل هذا الأمر أوقعه في عدة أخطاء بالماضي
من أهم الصفات التي كانت تعد سمة يمكنك تمييزه بها، هي كرهه لأحمر الشفاه ! نعم كما قرأت، أحمر الشفاه كان يسبب له الغثيان، ويؤلم معدته، حتى أنه كان يتشاجر مع زوجته إذا ما وضعته على شفتيها، بل وصل الأمر في إحدى المشاجرات إلى إلقائه يمين الطلاق عليها، بسبب هذا الأمر
في أحد الأيام، خرجت بتول زوجة جمال برفقة الأولاد، وظل هو بالبيت نائمًا، نومًا عميقًا، شاهد نفسه يقف في منزل ما، لم يستطيع أن يتبين تفاصيله كثيرًا، ولكنه شعر أنه مألوف له، ولكن ليس هذا ما لفت انتباهه، بل تلك الحسناء شديدة الفتنة والجمال، والتي تقف أمامه وقد اقتربت منه، وهي تضع أحمر شفاه حاد اللون، وقبّ@لته، نعم وضعت ق@لة على وجه وأخرى على رأسه، وواحدة على أحد خديه، في ثلاثية ناعمة لم يستطيع معها جمال أن يعترض، وابتسمت له ثم قالت (سأعود)
استيقظ جمال من حلمه، على صوت عودة الأولاد برفقة بتول من الملاهي، فنهض بعد تقلب وخرج إلى الأولاد، احتضنهم وقبّلهم، ولكنه توقف عندما وجد الأطفال ينظرون له بذهول، ويتأملونه بارتياب شديد، فنظر إليهم وهو مندهش من ردة فعلهم، ثم خرجت بتول من غرفة الطهي، وهي تروي له ما فعله الأطفال في الخارج
ولكنها قاطعت حديثها لتثور في موجهه فجأة، وتتهمه بممارسة الرذي@لة بمنزلها، فشعر جمال بالصد@مة وهو لا يفهم لم تصيح زوجته هكذا، فنظرت له بتول وهي تقول له بكل حقد وقهر، لن أنس صفعتك على وجهي، عندما وعت أحمر لشفاه مثلي مثل أية أنثى، والآن أرى وجهك ملطخ به لأن عاهر@تك هي التي وضعته لك أرني أين هي في المنزل يا فاسد يا حقير
بدأ جمال يرتعب، هبل يمكن للحلم أن يتحول إلى حقيقة، وتصبح قب@لات الفاتنة مرئية بهذا الشكل، نهض جمال مسرعًا نحو المرآة وكانت صدمته، عندما رأى أحمر الشفاه يلطخ وجهه، فذهب وتقيألأ كل ما في معدته، فهو لا يطيق هذا الشيء اللزج ويتقزز منه بشدة، ظل جمال على هذا الوضع حتى فقد وعيه، وكانت زوجته قد حملت أطفالها وذهبت إلى منزل أهلها في ثورة عارمة
حلم بها جمال مرة أخرى، وهذه المرة سألها من أنت فأمسكت يده وطبعت عليها قبلة أخرى، بأحمر شفاهها وقالت له أنا ابنتك فاتن، وضحكت بشدة ثم تركته وسط ذهوله، استفاق جمال وهو يفكر، هل حقًا كانت زهرة حاملًا منه ؟ تذكر جمال زميلته بالجامعة الفاتنة وكانت تدعى زهرة، كانت شديدة الجمال، وكل من يراها يرغب بها بشدة، وكان من بين الراغبين بزهرة جمال، ولكنه اتخذ طريقًا ملتويًا