ارجوكى لا تفقدى عقلك
انت في الصفحة 1 من صفحتين
دق جرس الباب في عصبية تفتح لها أمها الباب، ما بك يا بنيتي ؟.. لاشيء، تضع حقائبها الثقيلة بجانب الباب متجهة إلى غرفتها، وتغلق الباب بعنف
لا تفهم ولا تستوعب:تخرج أختها الصغرى، أمي.. هل أتى أحد ؟ نعم أختك، وما هذه الحقائب ؟ من الواضح أنها تشاجرت مع زوجها للمرة الألف، ولكنها لم تقل لي شيئا..لقد أصبحت أكره فكرة الزواج كلما رأيت أختي ومشاكلها التي لا تنتهي مع زوجها، نصحتها كثيرًا، وتحدثت معها أكثر، لكنها لا تفهم ولا تستوعب ولا تستطيع أن تتعايش مع طباع الرجل
لا فرق أبدًا بينهم:ليست كل النساء مثلك يا أمي، وكل الرجال ليست كأبي أيضا؟ تبتسم الأم لبراءة ابنتها، الرجال كلهم سواء يا بنيتي أبيك مثل مثل زوج خالتك، مثل أخيك لا فرق أبدًا بينهم.. يبدو أن الموضوع ليس سهلًا
اتركي عقلك على الباب:ليس في الأمر صعوبة، الرجال لا يختلفون كثيرًا، والتعامل معهم يتطلب قدرًا كافيًا من اللامبالاة، كيف ذلك يا أمي ؟ سأقول لك.. ان قررت العيش مع رجل شرقي في بيت واحد فاتركي عقلك على الباب، تعاملي معه بقلبك، بإحساسك لأن العقل حتمًا سيتمرد على العاطفة، وحينها تبدئين بالعناد، ومن هنا تبدأ المشاكل
ستفاجئين بعتابه لك وغضبه منك:سيشتكي منك بسبب اتصالاتك المتكررة له في عمله، وبأنه مشغول للغاية، ولا يملك الوقت الكافي للرد على مكالماتك التي لا تنتهي، ستأخذين حديثه محمل الجد وتشعرين بوخز كرامتك، ولن تتصلي به في عمله أبدًا، معتقدة بأنك بذلك ابعدت المشاكل وارتاح هو، لكنك ستفاجئين بعتابه لك وغضبه منك لأنك لم تفكري في الاطمئنان عليه، ولم تشتاقي إليه، ولم يخطر على بالك في غيابه..فكرة الاقتراب في حد ذاته:ستثورين أنت وتنتابك الحيرة وتقفين مكتوفة الأيدي، تسألين نفسك كالمجنونة في غيابه: أأتصل أم لا ؟ والموضوع أبسط من ذلك، عندما يريد أن تقتربي يطلب منك شيئًا، وحينما يريد أن تبتعدي قليلًا، يطلب منك عكس الشيء تمامًا، ليس لأنه مل اقترابك أنت بل فكرة الاقتراب في حد ذاته
أنت أجمل من رأيت:في الغالب أفعاله ليس لها علاقة بك بشكل شخصي الأمر يتعلق بمزاجه، الشخصي لا على شيء آخر، أنت لا ذنب لك، فلا تتأذي، سيقول لك: أحبك، وهو ينظر لغيرك ويتلصص عليهن أينما تواجدن، وسيقول لك: أنت أجمل من رأيت !رأيت أشياء لم تحدث:صدقيه فهو لا يكذب، هو فقط يمارس طباعًا ذكورية غرست فيه يفعلها يوميًا من دون أن ينتبه ماذا يفعل، تلك الأفعال بالنسبة له مثل الطعام والشراب، مثل ذهابه إلى العمل يوميًا، يفعل ذلك يوميًا، من دون تفكير وإن أصابتك الجراءة وواجهتيه بأنك رايتيه يسترق النظر إلى أخرى، سينكر تمامًا لدرجة أنك ستتراجعين، وتقولين: ربما كنت مرهقة ورأيت أشياء لم تحدث