الجمعة 27 ديسمبر 2024

الصبر

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


وبعد ستة أشهر ونصف يخرج ابنها من العناية المركزة لا يرى لا يتكلّم.لا يسمع لا يتحرّك كأنه ججث0ة هامدة وصدره مفتوح، وقلبه يُرى إذا نُزِع الغيار.
وهذه المرأة لا تعرف إلا ( الحمد لله ) وإذا كان واحد منكم سألني عن ابنها فهي لم تسألتني ! أبدًا ! ستة أشهر ونصف لم تسألني سؤالً واحد عن طفلها  وبعد شهرين ونصف... ماذا حدث ؟؟

خرج ابنها من المستشفى يسبقها ماشيًا سليمًا معافى، كأنه لم يُصب.. 
لم تنته القصة... لم تنته القصة... لم تنته القصة 

فكان العجب بعد سنة ونصف أن أخبرني ( السكرتير ) فقال: هناك امرأة ورجل وطفلان يُريدون أن يُسلموا عليك
جئت، وإذا به زوج تلك المرأة الذي كلما أراد أن يتكلّم ويسألني قالت: اتركه.. توكّل على الله.

لم تسيطر على نفسها فقط ولكنها سيطرت على زوجها ؛ لأنها رمت حبالها وتوكلها وتذللها وانطراحها بين يدي الحي الذي لا يموت الذي يُحيي العظام وهي رميم..
رأيت مريضي وقد أصبح ذو الأربع سنوات، وعلى كتفها طفل عمره يقارب ثلاثة أشهر.

قلت لزوجها مازحًا: ما شاء الله هذا رقم 10 وإلا 12 ! ( من بين الأولاد )

فضحك وقال
قال: يا دكتور هذا الثاني ! لأننا بقينا ( 17 سنة ) في عقم نبحث عن علاج فرزقنا الله بهذا الولد ثم ابتلانا به فرزقنا ربي الشفاء فهو المنان الكريم 
امرأة تنتظر 17 عاما وتذهب إلى بلاد العالم للعلاج ثم يأتيها طفل كهذا ثم يُصاب بما يُصاب ثم تصبر.
أتدرون من احترمها ؟؟؟
أتدرون من كان يأتي لها بالأكل والشرب ؟؟؟
إنهنّ الممرضات الكا@فرات !
لأنهن يحترمنها ويهبنها لأنها  كما قالت إحدى الممرضات
هذه امرأة عندها مبادئ ! عندها قوة شخصية 
ولكن الممرضة لم تعرف أن عندها قوة إيمان

انت في الصفحة 2 من صفحتين