كيس الحلوى
انت في الصفحة 2 من صفحتين
وبينما هو يفكر في جرأة هذا الغلام ونظراته الهادئة إذا به يسمع الإعلان عن حلول موعد رحلته، فطوى كتابه في غضب وحمل حقيبته ونهض متجهًا إلى بوابة صعود الطائرة من دون أن يلتفت إلى الغلام، وبعدما صعد إلى الطائرة وتنعم بجلسة جميلة هادئة، أراد أن يضع كتابه الذي قارب على إنهائه في الحقيبة.
ولما فتح الحقيبة صعق بالكامل.. حيث وجد كيس الحلوى الذي اشتراه مازال موجودًا في الحقيبة.. كما هو لم يفتح بعد !!
ثم بدأ يسترجع الدقائق القليلة الماضية ويفهم رويدًا رويدًا.. فقال مشدوهًا: "يا إلهي.. لقد كان إذًا كيس الحلوى ذاك لهذا الغلام".
وعاد واسترجع في ذهنه نظرات الغلام الهادئة البريئة..
وثقته وهو يأخذ قطع الحلوى من الكيس..
وأنه كان ينتظر في كل مرة حتى يأخذ -الرجل- قطعة فإذا أخذ، تبعه وأخذ ورائه..
فحينها أدرك متألمًا أن كل ما غضب من الغلام بسببه قد فعله هو نفسه !!
وأدرك كم كان سيء الظن بالغلام !!
وكم كان أنانيا حين غضب من مشاركة الغلام حلواه !!
وكم كان الغلام كريمًا حين لم يغضب من مشاركته حلواه بل قاسمه إياها بطيب نفس !!
فوضع رأسه بين يديه في أسى وهو يقول: "لعلك تعلمت اليوم أيها العجوز من هذا الفتى الصغير إحسان الظن بالآخر والتماس الأعذار بل البحث والتنقيب عنها.. كذلك طيب النفس للآخر والكرم وحب المشاركة".
هذا هو السبب الذي يجعلنا نفكر مرتين قبل أن نحكم على الآخرين... دعونا دوما نعطي الآخرين آلاف الفرص قبل أن نحكم عليهم بطريقة سيئة.