الجمعة 27 ديسمبر 2024

السجين وفرصه النجاه

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

عاد أدراجه حزينًا منهكًا وألقى نفسه في أول بقعة يصل إليها في جناحه حائرًا.. لكنه واثق أن الإمبراطور لا يخدعه، وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك، ضرب بقدمه الحائط غاضبًا وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح، فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه، وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابًا ضيقًا لايكاد يتسع للزحف، فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه أن القلعة تطل على نهر، لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها..

إستمرت محاولاته بالزحف إلى أن وجد في النهاية هذا السرداب ينتهى بنهاية ميتة مغلقة، وعاد يختبر كل حجر وبقعة في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر، لكن كل محاولاته ضاعت سدى والليل يمضى..
واستمر يحاول ويفتش، وفي كل مرة يكتشف أملًا جديدًا... فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية، ومرة إلى سرداب طويل ذي تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة..
 وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك، وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل وتزيد من تحطمه..


وأخيرًا انقضت ليلة السجين كلها ولاحت له الشمس من خلال النافذة، وهو ملقى على أرضية السجن في غاية الإنهاك، محطم الأمل من محاولاته اليائسة، وأيقن أن مهلته انتهت، وأنه فشل في استغلال الفرصة.. ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له: أراك لازلت هنا؟

قال السجين كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور..
قال له الإمبراطور: لقد كنت صادقًا
سأله السجين: لم أترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي ؟
قال له الإمبراطور: لقد كان باب الزنزانة مفتوحًا وغير مغلق !
الإنسان دائمًا يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته.
حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئًا فيها.

انت في الصفحة 2 من صفحتين