السجين وفرصه النجاه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
عاد أدراجه حزينًا منهكًا وألقى نفسه في أول بقعة يصل إليها في جناحه حائرًا.. لكنه واثق أن الإمبراطور لا يخدعه، وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك، ضرب بقدمه الحائط غاضبًا وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح، فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه، وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابًا ضيقًا لايكاد يتسع للزحف، فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه أن القلعة تطل على نهر، لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها..
واستمر يحاول ويفتش، وفي كل مرة يكتشف أملًا جديدًا... فمرة ينتهي إلى نافذة حديدية، ومرة إلى سرداب طويل ذي تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة..
وأخيرًا انقضت ليلة السجين كلها ولاحت له الشمس من خلال النافذة، وهو ملقى على أرضية السجن في غاية الإنهاك، محطم الأمل من محاولاته اليائسة، وأيقن أن مهلته انتهت، وأنه فشل في استغلال الفرصة.. ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له: أراك لازلت هنا؟
قال له الإمبراطور: لقد كنت صادقًا
سأله السجين: لم أترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي ؟
قال له الإمبراطور: لقد كان باب الزنزانة مفتوحًا وغير مغلق !
الإنسان دائمًا يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته.
حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها وتكون صعبة عندما يستصعب الإنسان شيئًا فيها.