قصة ياسمين
حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خدي.. فما إن سمع كلامي حتى تدحرجت الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه ولكنه لم يمسحها بمنديل..
قلت: لابد انك تذكرت أناس أعزاء عليك!!
قال: وما يدريك ؟! قلت: أرى معزتهم في عينيك ومحياك..
قال: نعم أعزاء جدًا جدًا..
قُلت: ومتى ستلتقيهم؟
قال: والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافة بعيدة جدًا جدًا..
قال: آخر لقائي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا فلم نكن نلتقي إلا في المنام أو الأحلام..
قلت: أيها العاشق اخبرني بقصة عشقك إن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك..
قال وبابتسامة صغيرة: لا أبدًا..ليس هناك بيني وبين ياسمين أية أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبيرة..ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي إن ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات.. ففوجئت بالمعلومة..
ثم استطرد قائلا:- هل تحب أن تسمع قصة حبنا الكبير؟!
قلت متحمسا: نعم وبكل شوق..
قال: عشت في الدمام عشر سنين ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين، وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته احمد وكان يكبرها بثمان سنين وكنت اعمل هنا في مهنة هندسية..فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراه.. كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني وملائكي زاهر..ومع بلوغها التسع سنوات رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر.. فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليًا ساحرًا..كنت أقول لها قومي العبي مع صديقاتك
فكانت تقول: صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي ونعم الصديق، ثم تواصل قراءة القرآن.. وذات يوم اشتكت من