قصة الفلاح
كان يؤمن أن الأرض أمه، رغم أنه أجير فيها. وتقبل برضا بقاءه في البيت بدون عمل لعدة أشهر، لأن زبيدة ابنة عمه، عملت له عملًا بوقف الحال، وقبل فرحه بأسبوع عملت له عملًا بالربط.
زبيدة كانت تساعد زوجة عمها في الخبيز والغسيل، تعلق قلبها بحسن منذ الطفولة، لخفة دمه وطيبته وتناسق بدنه مع حجمها الضئيل، وبسبب الرجفة التي تهز كيانها حين تراه ويتحول وجهها إلى جمرة، إن مست يده، وكان يشعر أنها أخته ولا يراها امرأة للحب والزواج.
رحب الساحر الوسيم الطويل الأربعيني بالجميلتين، وقدم لهما عصير مانجو مختلطًا بقرع عسلي، وحلوى البقلاوة، وتعامل معهما برقة وذوق كطبيب، وقال: إكرامًا لكما سآخذ جنيهين!
- لماذا تريدين ربط حسن يا زبيدة؟ قال الساحر ونظر في عينيها.
- سنعمل له الصالح لا تحزني.
ثم تجاسر الساحر ومس كتف زبيدة برفق، فارتعدت وانتفضت وأرجعت نصفها العلوي للخلف وأحست برهبة وقلق، وبعدما انتهى من الكتابة بحبر زهري على ورقة، وقرأ بعض الكلمات، ذوب الورقة في كوب ماء ألومنيوم كبير، ثم نقل الماء لزجاجة، وأفهمها أن ترش الماء على عتبة بيت حسن ليمر فوقه، وعندها سيتم المراد.
ضحكت ميرفت وقالت لها: يبدو أنه سقط في غرامك يا قمر، وأسرعتا الخطى، وركبتا عربة خضار يجرها حمار مع فلاحات وفلاحين.
ظل حسن محبوسًا عن زوجته ثلاثة أشهر، وظن هو وزوجته وأهله أنه لا يصلح للنساء، وندمت زبيدة عندما رأت بكاء إخوته وأمه.
ذهبت زبيدة للساحر برفقة ميرفت، وطلبت منه فك السحر، رحب بهما وأحضر لهما عصير التوت الأسود وحلوى البسبوسة، ورغم أن زبيدة أحست بوجود مودة وتواصل خفي بين صديقتها والساحر، تجاهلت إحساسها.
كان واجب ضيافة الساحر يسيل لعاب الفتاتين، رغم نصائح الأمهات للبنات خاصة وللأولاد بعدم أكل أو شرب أي شيء لدى الأغراب.